الاستاذ محمد علي مصطفى
- Created on الجمعة، 01 حزيران/يونيو 2018 14:42
- Written by Salam Taha
- Hits: 4894
أشتهر المرحوم أ. محمد علي مصطفى باللقب الاثير لديه ( عمو علي ) وهو الكنية التي كان يناديه بها عمال التنقيب ، وكان يكره أن ينادى بلقب (أستاذ) وهو الذي كان يُذكر أسمه في مؤلفات الآثاريين الأجانب و المحافل العلمية العالمية ب (بروفيسور علي)، . يعتبرأحد أقدم الآثاريين العراقيين وأجّلهم سمعة دولية حتى عُرف لدى الجميع ب(شيخ الآثاريين).. كان مُرشداً وموجهاً ومُعلماً للعديد من علماء الآثار من مختلف دول العالم ، وهؤلاء تحدثوا باسهاب عن هذا العالم في معظم مؤلفاتهم واستشهدوا بأنجازاته الكبيرة، أضافة الى العشرات من الكوادر الآثارية العراقية التي تدربت على يديه وكسبت خبرة كبيرة منه في مجال التنقيب والمسح والصيانة الأثرية. اشتهر بتنقيباته من (أريدو) الى (واسط) ثم (سامراء) و(الحَضر) وغيرها من مواقع ومدن أرض النهرين التي أفنى زهرة شبابه بين روابيها وتلولها الأثرية… ولعل أكثر ما يشّد المقابل لهذه الشخصية أضافة لعلمه وجمال كلامه هو شدة تواضعه وبساطته المتناهية، هذه الصفة التي كانت على مدار الزمن أجمل سجايا العلماء والمفكرين.
سنحاول هنا ان نرد ولو القليل من الدين لهذا العالم الآثاري العراقي الجليل بتوثيق تعاونت فيه ادارة الموقع مع باحثين اثاريين نذكر منهم ، ارشيف المرحوم د. بهنام ابو الصوف، السيد حامد خيري الحيدر و ارشيف جامعة كيمبردج.
- سيرته الحياتية
ولادته : الفلوجة 28 تشرين الثاني1911
وفاته : بغداد 10 تشرين الاول 1997
حياته العائليه :عاش ناذراً نفسه لعلمه ومهنة التنقيب والبحث في آثار العراق ، فلم يكوّن أسرة،ولم يتبقى له من عائلة سوى أبنة أخٍ وحيدة كفلت رعايته حتى مماته.
دراسته : أجازة في الهندسة مدنية 1935
عمله : مديرية الاثار العامة منذ العام 1936 وحتى تقاعده في1973
- سيرته العلمية والعملية :
1936 - 1938 ممثلا ً عن مديرية الآثار العامة لدى البعثة الأمريكية لجامعة بنسلفانيا في كلا ًمن موقعي (تبة كًورا) و(تل بلا) في شمال العراق الذين يعودان لعصور ما قبل التاريخ
1938- 1940 ترأس هيئة التنقيب في مدينة (واسط)، ليكشف خلال تلك التنقيبات عن عيوب بنائية في جامع (الحجّاج) فيما يتعلق بأتجاه القِبلة
1940-1942 ترأس الهيئات التنقيبية في موقعي (الدير) و(العقير) في جنوب العراق للفترة اللذان يعودان للحقبة السومرية
1943-1944 أجرى التنقيبات الأثرية في موقع (حسونة) في شمال العراق الذي يعود لفترة العصر الحجري الحديث
1944-1949 قام بتنقيبات واسعة في مدينة (أريدو) وكشف عن أهم الأبنية والطبقات الأثرية فيها، كما قام خلالها بواحدة من أعظم عمليات التنقيب في العراق، حيث كشف بمساعدة زميله عالم الآثار الراحل (فؤاد سفر) بأسلوب التنقيب المُدرّج، وهو أسلوب صعب ومعقد جداً عن ثمانية عشر معبداً متسلسلاً عند طرف زقورة المدينة تمتد فترتها الزمنية من( 4500- 2100ق.م).
1950- 1956 ترأس أعمال التنقيب والصيانة الأثرية في مدن (سامراء) و(نفر) و(الكوفة).
بعد العام 1957 وحتى مطلع الستينات قام بأعمال التنقيب والصيانة الأثرية في مدينة (الحَضر) حيث كشف الكثير من معالمها ليضع كذلك التصاميم والمخططات الهندسية لإعادة ترميم أبنيتها
في مطلع الستينات ، أنيطت به مهمة الأشراف العام على كافة التنقيبات الأثرية في العراق…. وكان من بين أهم الأعمال التي أنجزها خلال هذه الفترة أشرافه المباشر على التنقيبات التي اجراها د. بهنام أبو الصوف منذ عام 1967 وما بعدها في (تل الصوان) قرب سامراء، والذي يعود لفترة العصر الحجري الحديث. وبقى في منصبه هذا حتى آخر أيامه الوظيفية.
أحيل على التقاعد عام 1973 بعد مسيرة حافلة بالعطاء… لكنه أستمر بأبداء النصح والمشورة للباحثين والآثاريين العراقيين والأجانب، خاصة في مشاريع التنقيبات الأنقاذية الكبيرة في أحواض (حمرين) و(الموصل) و(حديثة) خلال سبعينات و ثمانينات القرن الماضي.
-الاعمال المنشورة
نشر العديد من البحوث والمقالات الآثارية وتقارير التنقيبات في مجلة (سومر) التي تصدرها الهيئة العامة الآثار والتراث، وكذلك في مجلات وموسوعات الآثار وبمختلف اللغات.كما قدم للطبع العديد من الكتب لكنها للأسف لم ترى النور لاسباب غامضة ، مثل (تطور المعابد و البيوت الخاصة بين الألفين السادس والثالث ق.م) و(عمارة مدينة الحضر) و(العمارة الاسلامية في القرون الثلاثة الأولى للهجرة).
-ألمؤلفات :
1- الحضر مدينة الشمس ( أضغط هنا للتنزيل )
2- أريدو باللغة الانكليزية ( أضغط هنا للتنزيل )
- مقالاته في مجلة سومر ( أضعط على المقالات منفصلة ) :
______________________________________________
شهادة * الاثاري العراقي الدكتور بهنام ابو الصوف بحق الاستاذ محمد علي مصطفى
" وحينما انتقلت إلى قسم التنقيبات والبحوث والذي كان بإدارة أستاذنا في قسم الآثار فؤاد سفر قدمني مباشرة الآثاري المخضرم محمد علي مصطفى الذي كان جالساً في غرفته قائلاً: بهنام سوف يكون تدريبك لشهر أيلول ميدانياً، ستذهبون أنت ومحمد علي ومظفر الشيخ قادر الموظف في أمانة المتحف، إلى سهل بتوين في محافظة السليمانية للقيام بمسح آثاري لهذا السهل الكائن بين قصبة مرزة رستم في الجنوب ومركز قضاء رانية في الشمال، والذي يخترقه مجرى الزاب الأسفل، والذي سيكون بأكمله مغموراً بمياه بحيرة دوكان التي ستتكون وراء السدّ عندما يُسكتمل إنشائه خلال أقل من خمسة سنوات منذ الآن، وبهذا سنخسر عشرات المواقع الأثرية التي ستصبح أسفل مياه البحيرة، وتنتشر تلك المواقع بكثافة على طرفي نهر الزاب في هذا السهل. المطلوب منكم البحث عن هذه المواقع وتثبيتها على خارطة تعدّونها لهذا الغرض وتقدمونها لنا مع التقرير المشفع بها قبل نهاية شهر أيلول الحالي.
كان القيام بالمسح الآثاري برفقة وإشراف المرحوم محمد علي مصطفى متعة بحد ذاته، إلا أنه كان بجانب ذلك درساً ميدانياً لا ينسى. بالتأكيد كان بالنسبة لي درساً عملياً يعادل كل ما تعلّمته خلال سنوات الدراسة الجامعية عن الفخّار وتصنيفه وأشكاله وألوانه والعصور التاريخية، أو ما قبلها، التي يعود إليها، لم أنسه أبداً،
كما كان عوناً لي في الصيف التالي (صيف عام 1956) عندما كلفت برئاسة واحدة من ثلاث هيئات للقيام بتنقيبات إنقاذية في أرجاء الحوض مع عدد من الزملاء الآخرين، ومن بينهم برهان جلميران، وعبد القادر حسن علي التكريتي، ونجيب كيسو، ووائل الربيعي وخالد أحمد الأعظمي وكلنا من خريجي الدورة الأولى في قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم."
( وردت في كتاب مذكراته الموسوم : رحلتي مع آثار العراق - ص 32 ، أصدره عبد السلام صبحي طه ، منشورات دار المدى ) *
________________________________________________________
أستذكار من قبل البروفسر ديفيد اوتس و عقيلته بروفسر جوان اوتس من جامعة كيمبردج
Write comment (2 Comments)