الاستاذ طة باقر
- Created on الإثنين، 12 كانون1/ديسمبر 2016 10:16
- Written by Super User
- Hits: 19542
قارئ الطين
طه باقر (1912 - 1984) آثاري ومؤرخ، ولد في العراق (محافظة بابل - مدينة الحلة). اكمل دراسته الثانوية وكان من الطلبة المتفوقين، فجرى ابتعاثه لاكمال دراسته الجامعية، وعلى نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة الاميركية لدراسة علم الاثار في المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو مع زميله فؤاد سفر. بعد نيلهم شهادة ماتريكوليشن Matriculation الإنجليزية في مدينة صفد الفلسطينية، جرى نقله ومن معه من طلاب البعثة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لاجتياز مرحلة السوفومور Sophomore وهي عبارة عن مرحلة دراسية تحضيرية، وبعد تلك المرحلة سافر إلى الولايات المتحدة الاميركية لدراسة علم الآثار، وبعد اربع سنوات حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير. كانت العودة عام 1938. وقد نال لقب الاستاذية من جامعة بغداد عام 1959.
العلامة طه باقر رائد من رواد علم الاثار في العراق والعالم العربي، ومؤلفاته تعني مصدراً مهماً من مصادر علم الآثار والحضارات والتاريخ القديم. ورغم كونه أستاذاً في كلية الآداب ودار المعلمين العالية لكنه ظل متعلقاً بالعمل الميداني في مجال التحري والتنقيب فترأس بعثة للتنقيب في موقع (تل الدير) وعقرقوف أعوام 1941 - 1947. كما وأشرف على التنقيب في (تل حرمل) و(تل الضباعي) في بغداد 1945 - 1961 ،وأشرف على التنقيبات في أحواض سدود دوكان و دربندخان للأعوام 1956 - 1961. إضافة إلى أعمال الصيانة الأثرية في مدينة بابل سنة 1958 - 1963. وقد ترأس هيئة تحرير مجلة سومر.
المناصب والوظائف
دائرة الاثار العراقية 1938 - 1963
خبير فني 1938 -1941
امين المتحف العراقي 1941 - 1953م
معاون مدير عام الاثار 1953 - 1958
المفتش العام للتنقيبات العام 1958
مدير الاثار العام 1958 - 1963
من مؤسسي مجلة سومر وعضوية هيئة تحريرها من عام 1945 -1958 م وترأس تحريرها من عام 1958 -1963 في ليبيا
مستشار في مصلحة الآثار الليبية 1965 - 1970
استاذ في الجامعة الليبية 1965 - 1970
تدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة في كلية التربية (دار المعلمين العالية سابقاً)، من عام 1941 -1960
تدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة واللغات القديمة (الاكدية والسومرية) في قسم الاثار كلية الاداب - جامعة بغداد (1951 – 1963)
عضو المجلس التأسيسي جامعة بغداد 1957 - 1958
عضو مجلس جامعة بغداد 1960 -1963.
نائب رئيس جامعة بغداد 1961 -1963 ثم احيل على التقاعد في 8 شباط 1963
جرى اعادة تعيينه بدرجة استاذ في جامعة بغداد كلية الاداب عام 1970 -1978 حتى تقاعده وخلال هذه السنوات كان غزيرالنتاج العلمي والتأليف
منذ عام 1980 ساءت حالته الصحية سافر على اثرها إلى بريطانيا للعلاج الا انه توفي يوم 28/2 /1984. منحه اتحاد الآثاريين العرب في القاهرة درع الاتحاد عام 2002 م لما قدمه من خدمات جليلة في حقل الآثار .
لطه باقر جهد مميز في النظرة إلى الشخصية الوطنية من خلال سعيه الدائب إلى كشف عظمة ما قدمه العراقي القديم للبشرية عبر العصور التاريخية المتعددة لحضارتة الواحدة، ومن المعروف علمياً ان النمو السليم للشخصية الوطنية يتطلب معرفة ابعادها الزمنية في الماضي والحاضر والمستقبل بوجه الانكسارات المحتملة. وتجلى ذلك في ترجمته كتاب (من الواح سومر) الذي الفه الاختصاصي في المباحث السومرية الروسي الأصل والأمريكي الجنسية (صموئيل نوح كريمر)، وقد كلف طه باقر بترجمة هذا المؤلف وتناول في كل فصوله منجز الحضارة الإنسانية مما قدمه العراقيون من اول مدرسة، اول برلمان، اول مؤرخ ومشروع دستور، واول التقاويم الزراعية، اول آراء في اصل الكون، آراء في التوراة، الحب، فهارس الكتب...
قال طه باقر في ملحمة كلكامش:
(لعلني لا ابالغ إذا قلت انه لو لم ياتنا من حضارة وادي الرافدين من منجزاتها وعلومها ومتونها شيء سوى هذه الملحمة لكانت جديرة ان تتبوأ تلك الحضارة مكانة سامية بين الحضارات العالمية القديمة ).
ان الملحمة تعطي مفاتيح مهمة لفهم شخصية الفرد العراقي، وحركة المجتمع الرافديني. لقد قدم وكشف جوانب مهمة في البناء السايكولوجي للمواطن العراقي القديم.
ترك(طه باقر) عشرون مطبوعاً، تمتازبالثراء العلمي وبلاغة الأسلوب وجماله، واثرت المكتبة العربية والعالمية بمؤلفات قيمّة. وكان منجماً عراقياً في معارفه وكشوفاته، ومن درر الإبداع الحريصه على حضارة وادي الرافدين.
مؤلفات د. طه باقر المتوفرة للتنزيل
مقدمة في تاريخ الحضارات - جزء 1 - وادي الرافدين
مقدمة في تاريخ الحضارات - جزء2 - وادي النيل وبلاد الشام
مقدمة في أدب العراق القديم
من تراثنا اللغوي القديم
ملحمة كلكامش
بابل وبورسيبا
من الواح سومر - صموئيل نوح كريمر - ترجمة د. طه باقر
طه باقر حياته واثاره - د. فوزي رشيد
-
المرشد الى مواطن الاثار والحضارة ( 6 أجزاء) طه باقر و فؤاد سفر
الرحلة الاولى:بغداد-عنه-القائم المرشد الى مواطن الاثار والحضارة
الرحلة الثانية:بغداد-سامراء-الحضر -- 1962 -- ك
الرحلة الثالثة:بغداد-الموصل -- 1965 -- ك -
الرحلة الخامسة:بغداد-اربيل -- 1966 -- ك
الرحلة السادسة (بغداد-حلبجة) -- 1966 -- - مقالة : الشرائع و التنظيمات القانونية في حضارة وادي الرافدين ج 1
- مقالة : الشرائع و التنظيمات القانونية في حضارة وادي الرافدين ج 2
-------------------------------------------
برنامج سيرة وذكريات ( العلامة طــه باقر في ضيافة السيدة ابتسام عبدالله)
_____________________________________________________________________________________
في ذكرى استاذي العلامة طه باقر رحمه الله
بقلم الدكتور بهنام ابو الصوف
الفوتوغراف : مؤسس المدرسة الوطنية العراقية للأثار د..طه باقروالى يمينه د.بهنام ابو الصوف وعلى يساره د.عبد القادر التكريتي
عند أستبعاد الدكتور ناجي الأصيل من إدارة الآثار لكونه محسوبا ًعلى النظام الملكي الهاشمي الذي اغتيل ظلماً في صباح ذلك اليوم الحزين. وضعت حكومة عبد الكريم قاسم الأولى على رأس الآثار أستاذنا فؤاد سفر لارتباطه بعلاقة صداقة بوزير المعارف الدكتور جابر عمر ذو الميول القومية، والذي كان زميلاً لسفر في نادي المثنى في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. بقي فؤاد سفر في منصبه هذا حتى مطلع عام 1959، وعند أول تغيير وزاري حل مكانه أستاذناً الآخر طه باقر، والذي شغل منصب مدير عام الآثار، و في ذات الوقت نائباً لرئيس جامعة بغداد حتى 8 شباط من عام 1963.
لا أظن أني بحاجة إلى سرد ما تميز به أستاذنا الجليل باقر من صفات أخلاقية عالية وميزات أكاديمية وعلمية، قلّ توفرها في شخص واحد. فهو من أبرز مؤرخي الحضارات القديمة في المنطقة العربية، وقد اكتشفت العديد من الرقم الرياضية المسمارية في تلول حرمل والضباعي في منطقة بغداد الجديدة وقام بترجمتها، ونقل نصوصًا من ملحمة جلجامش للعربية مباشرة عن الاصل الأكدي - البابلي ولأول مرة ،وكانت نسخته من الملحمة من أجمل وأكمل الترجمات في اللغة العربية، والتي نسج لاحقًا على منوالها العديدين.
لقد أدرك المرحوم باقر بحسه الفطن وتشبعه الواعي لأحداث الملحمة ومشاعر الحكواتي والكاتب السومري وأحاسيسهما، فصاغ الملحمة بالعربية وكأنها تُحكى لأول مرة. وهذا ما كنا نشعر به حين يتلو أحداثها أمامنا ونحن طلبته في مادة اللغة والأدب السومري في قسم الآثار في مطلع الخمسينات.
رحم الله أستاذنا الجليل طه باقر فقد كانت مادته في قواعد اللغة السومرية على صعوبتها وغرابتها تشدّنا وتجعلنا نُقبل على ساعاتها بشوق.
من أبرزأعماله الترميمية في بابل استظهارجزء من شارع الموكب وصيانته ، وتشييد نسخة من بوابة عشتار في مدخل المدينة التاريخية، وإعادة تشييد لمعبد نن- ماخ(السيدة العظيمة) بحسب الأصل ليقدم للمواطن والزائر نموذجاً متكاملًا من عمارة المعابد البابلية، وقد جرى الاحتذاء بطريقته الفنية في الصيانة الاثرية والترميم في الاعمال اللاحقة.
كان يؤخذ عليه بأنه يساري الفكر ومن المقربين من عبد الكريم قاسم. وأنا كنت في تلك الفترة واحداً من القريبين منه جدا، وأقول بكل أمانه وصدق أنه لم يكن كذلك، نعم هو كان من أحرار الفكر وعلماني العقيدة وممن يوصفون بالعالمية Cosmopolitan ، وربما على شيء من التقدمية كما شأن معظم زملائه ومعاونيه في الآثار كذلك ومنهم : فؤاد سفر وبشير فرنسيس ومحمد علي مصطفى ومحمود العينه جي. كانوا جميعهم على ما أعلم، ومنذ بدايات حياتهم في الآثارمن المؤمنين بمبادئ الحزب الوطني الديمقراطي لمؤسسة كامل الجادرجي، واستمروا على ذلك حتى النهاية.
وكنا نحن الجيل الثاني من آثاريي العراق على شاكلتهم، وبالأخص طارق مظلوم وعبد القادر التكريتي وأنا، لهذا السبب، وبعد التغيير الذي حصل في دائرة الآثار إثر حركة 8 شباط 1963 ، جرى اتهامنا كما قادة الاثار الأربعة آنذاك، إن لم نكن شيوعيين فنحن من ملتهم. جرى احتجاز كل من طه باقر وبشير فرنسيس ومحمد علي مصطفى لبضعة أسابيع في أعقاب الإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم ونظامه. ثم أفرج عنهم بالتعاقب. عاد محمد علي مصطفى إلى الدائرة بعد فترة، وأحال بشير فرنسيس نفسه على التقاعد،وسافر طه باقر إلى ليبيا بعقد عبر سفارتها في بغداد ليكون مستشاراً آثارياً لحكومتها، وقد بقي هناك ما يقرب من خمسة سنوات، وضع لهم خلالها أكثر من مؤلف عن تاريخ ليبيا في العصور الحجرية وغيرها. وفي مطلع السبعينيات توجه وزير الداخلية العراقي آنذاك (صالح مهدي عماش) إلى ليبيا لإقناع الاستاذ طه باقر للعودة إلى العراق بتوجيه من مجلس قيادة الثورة. عاد الأستاذ باقر إلى بغداد وأختير فور عودته عضواً في المجمع العلمي العراقي، كما عين أستاذا في قسم الآثار بجامعة بغداد.وقد بقي في هذين المنصبين حتى توفاه الله في مطلع الثمانينات من القرن الماضي.
__
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
مشيّد صرح مدرسة الآثار العراقية الحديثة ( بقلم حميد المطبعي - باحث ومؤرخ )
- اسرته وانتسابه؟
هو طه بن باقر بن ناصر بن حسين آل عزام في مدينة الحلة، قرية (السادة) ويرجعون بنسبهم الى زيد الشهيد(اسرة حسينية علوية) ، وفي طفولته لبس العمامة السوداء ودرس علي عمه مبادئ الفقه والبلاغة والتفسير.
- مؤهله العلمي ؟
درس في كلية صفد بفلسطين، وفي الجامعة الامريكية ببيروت ثم انهى الماجستير في الجامعة الامريكية عام 1937 ، ثم طور مواهبه فاتقن حرية الاجتهاد
- لماذا وكيف نقول عن طه باقر انه مؤسس المدرسة الاثارية العراقية الحديثة؟
لان المدرسة الاثارية العراقية القديمة اسسها علماء اثار اجانب في اواسط القرن التاسع عشر (فرنسيون في بداياتهم ثم انكليز ثم اخرون) وكانوا قد شرعوا ينقبون في باطن الارض العراقية، في نينوي وبابل وضواحي بغداد، وعندما اكتشفوا الاثار واللقى وخزف القرون الاوليـ أرخوها وكتبوا عنها بنفس اجنبي (اي بما يلائم اطروحاتهم القصدية) واساءوا الي حرمة التاريخ العراقي، وارجعوا بعض حضارات العراق الي سلالات غريبة او هجينة، اذ هم كانوا كالمبشرين الغزاة يرسمون للعراق صورة مهزوزة طالما رسمت في دوائر الاستخبارات الغربية في اوربا الجديدة.
ومنذ عام 1941 تهيا لطه باقر ان يقتحم التاريخ العراقي ويفتش عن الزوايا المظلمة والمضيئة فيه، وقال في اول بحث اثاري: (لنا نحن العراقيين ان نكتشف تاريخنا بجهدنا ودماغنا والمنطق الذي نحمله) ثم اسس هو ورفاقه (مجلة سومر) سنة 1945 واذا به يحرر نصا هنا ونصا هناك لكي يقول في نهاية نصوصه: (منطقنا هو الصحيح في توريخ الأثر العراقي وليس منطق غزاة الاثار) فكان نداؤه هذا بداية تشكيل مدرسة اثارية عراقية حديثة، وكان يسانده في هذا التشكيل التاريخي كل من فؤاد سفر والمنقب الخبير الاصيل محمد علي مصطفي، وهؤلاء هم الجيل الاثاري الاول في عراق حديث يتحول الذين تخرج بهم الجيل الاثاري الثاني في بداية الستينات من القرن الماضي وهم بهنام ابو الصوف وطارق مظلوم وعبد القادر التكريتي.
- هل اختص طه باقر بتاريخ بين النهرين فقط؟
اولا تعبير ومصطلح (بين النهرين) الذي يشير الي العراق هو مصطلح خطا ومغلوط اساسا، وهو مصطلح يوناني قديم استعماري في مغزاه، يراد منه حصر العراق بين رافدين- نهرين- دجلة والفرات، اي ان خارج هذين النهرين لا يمت لخريطة العراق، ونظرا للاطماع الاستعمارية التي تحيط بالعراق فقد داب الباحثون الاجانب تعميق ذلك المصطلح.. بينما العراق كل العراق ليس محصورا بين نهرين انما هو العراق داخل هذين النهرين وخارج هذين الرافدين وكما رسمه السومريون او البابليون فيما بعد. او كما تناوله طه باقر في ابحاثه الاثارية وموسوعاته الحضارية .
ما هي الملامح الرئيسة لمدرسة طه باقر الاثارية؟
1- في عام 1941 عين طه باقر امينا للمتحف العراقي، فهو اول من انقذه من العبثية والاهمال، اذ وضع له منهجا علميا في عرض الاثار بحسب تسلسل ادواره التاريخية والحضارية، وكان يستند في ذلك علي خبرته في التنقيب ودراسته للغات القديمة ووعيه الجدلي بادوار حضارة العراق، مدعوما بقراءته المتعمقة لاثباتات الملوك في ألواح سومر وبابل، وحله بعض من الغاز اللغة السومرية، وكان من نتائج منهجه هذا ان اخذ طلبة قسم الاثار منذ تاسيسه 1951 يطبقون علومهم في المتحف العراقي وعلي ما سَنَّهُ لهم طه باقر.
2- من مبادئ مدرسته الاثارية ان الحضارات التي قامت علي ارض العراق هي من جذر عراقي اقدم فاقدم، وان الغزاة الذين غزوه لم يتركوا اية بصمة من بصماتهم عليه وان اطالوا السفر في ربوعه مما يدل علي ان الاصالة العراقية ترفض الدخالة او (النغولة) مهما عظم شانها وقوتها الزمنية. وكأن طه باقر قد اراد من تأصيله للحضارة العراقية ان ينبه الاجيال الاثارية الجديدة بان وطنية الاثار مزكاة في اي باطن عراقي، فالوطنية بعد ذلك لاتباع ولا تشترى.
3- على الاثاري العراقي ان يمارس (التنقيب) اي الحفر في اعماق الارض، فبالصراع مع التربة والتقليب ومعاناة الاكتشاف، يستطيع ان يتامل ثم يستقريء ثم يستنبط فاذا مر بهذه الادوار استطاع ان يكتب بحثا ثم دراسة ثم يؤلف نظرية او اجتهادا خاصا به. فعن طريق جهد الوعي بالارض تنبثق المعرفة الاثارية وعن طريق الاستدلال نتوصل الي معرفة ما هو الصحيح وما هو الخطا في اثارنا.
هل طبق هذه النظرية ومارس التنقيب بنفسه؟
لقد نقب كثيرا في جميع مراحل حياته العملية، ليس هواية بل اراد ان يبرهن لزملائه وطلاب الاثار في الجامعة بان التنقيب هو عين التاريخ الفاحصة الامينة، وبان التاريخ لا يكتب الا بين طبقات الارض المملوءة بفرح الاجداد او منجزاتهم الاولى، وقد نشر نتائج تنقيباته في مجلة سومر ودوريات عربية اخرى، كما تراس بعثات تنقيبية عديدة وعاش في الجبال والصحاري والسهول في خيم تحت رحمة الرياح والعواصف، مازلنا نتذكر نتائج تنقيباته وهيئته في تلال اليوسفية وبطائح الكوت ورمال عقرقوف وتل حرمل وفي مناطق شهرزور ودوكان، وكان يرافقه في اثناء ذلك قلم ملون وخريطة وازميل وفاس و بعض الشمع ورزمة من كتب الحضارات، واحيانا كان يرافقه جوع وخوف من الضواري والثعابين.
- انه بتنقيباته يكتشف وثائق لكن كيف كان يعرف زمن الوثيقة؟
كان يذهب الى طريقة تعيين الحدين الادنى والاعلى في زمن الوثيقة بالنظر في الحوادث المذكورة فيها (وله في ذلك ابحاث عديدة) فالحد الاعلى عنده هو الزمن الذي لا يمكن ان تكون الوثيقة قد كتبت قبله، والحد الثاني اي الزمن الذي لا يمكن ان تكون الوثيقة قد كتبت بعده. ومن ذلك يقول طه باقر اننا سنحصل بين هذين الحدين علي تاريخ تقريبي للوثيقة المجهول زمن تاليفها.
- هل ثمة قيمة ما لدراسة التاريخ القديم في نظر طه باقر؟
1- التاريخ هو صورة تطور الانسان منذ اقدم عصوره.
2- يكشف لنا عن الاصول الاساسية لتراث البشرية.
3- اذا لم تكن للبشرية ذاكرة كما للفرد فان التاريخ هو ذاكرتها او ضميرها.
4- يطلعنا هذا التاريخ علي ازمان نشوء الحضارات، وعلل نموها واسباب توقفها عن النمو وركودها ثم عوامل انحلالها وزوالها، ومن خلال كل ذلك سينشأ علم جديد في التاريخ هو (فلسفة التاريخ).
- كل مؤرخ كبير قال شيئا عن مصادر التاريخ القديم، فما راي طه باقر بذلك؟
حدد طه باقر هذه المصادر:
1- نصوص الكتب المقدسة ولاسيما (التوراة) اليهودية، اولى الاخباريات التي تحدثت بأمر العراق القديم، وطه باقر اخذ الحذر من نقل اخبارها لانها مشوبة بالخيال والاساطير، وفيها عصبية وعداء للعراق التاريخي.
2- المؤرخون الكلاسيكيون امثال هيرودوتس وزنيفون ومن جاء بعدهم بقليل وهؤلاء، ايضا يخلطون الواقع بالاسطورة، وتشم من كتاباتهم رائحة الكراهية لحضارة العراق وخاصة ما جاء في تاريخ هيرودتس (تاريخ العالم) بعشرة اجزاء خصص الاول منها لتاريخ بابل.
3- كتب الرحالة الاجانب ولاسيما رحالة اوربا الذين وصفوا العراق منذ القرن الثاني عشر الميلادي ومنهم (بنيامين التطيلي) 1160م، وغالبية شروحاتهم مدسوسة ومختلقة.
4- التنقيات والتحريات الاثارية وبدات علي ايدي قناصل الدول الاجنبية واشهرهم: (بوتا) و(لايارد) و(رولنصن) منذ عام 1842م. وكانوا قد وقعوا في اخطاء قاتلة ثم سرقوا اثارنا.
- كيف كان طه باقر يؤرخ، هل اتبع طرقا خاصة لكتاباته؟
تمر الكتابة التاريخة في ذهن طه باقر بعدة مراحل تركيبية، وهي:
1- تخيل الحقائق وتصورها في العقل. اذ يجعل الاثار القديمة صورة مصغرة لحاضره ويبدأ بها من الافتراض الي التحليل.
2- تنسيق الحقائق والجمع فيما بينها اولا ثم تقسيم الحقائق الي مجاميع واجزاء متشابهة بحسب مواضيعها.
3- القدرة الاجتهادية ويسميها الاستنتاج التاريخي، ويحدث ذلك عندما يكتشف ان هناك فجوات بين حلقات التاريخ او الماضي وهذا الاجتهاد اما عقلي ومنطقي.
4- مرحلة استخراج القواعد العامة للوصول الى (التدوين) اي تاليف المادة وعرضها عرضا فنيا ومنهجيا.
- ما هي انواع (التدوين) في رؤيته لتاريخ العالم؟
1- نظام الحوليات، وهي ذكر الحوادث عاما بعد عام.
2- عرض الحوادث عرضا عاما واشمل من الحوليات.
3- كتابة التاريخ علي هيئة القصة او الرواية المرتبة علي العهود التاريخية من دون السنين.
- أي طريق فضلها في كتابة تاريخه؟
طريقته الخاصة القائمة علي العرض والتحليل وخيال الذاكرة وتحوير النص الاجنبي وتكييفيه والذهنية العربية، ولابحاثه سحر الاداء ومتانة النص.
- ماذا قدم لنا من نماذج تاريخية؟
1- يكفيه فخرا انه انجز لنا موسوعة (في تاريخ الحضارات القديمة) باجزاء عدة ابتداء من عام 1945 وطبعت له بملجدات في 1986.
2- ويكفيه فخرا انه اول باحث عراقي رائد قدم للمكتبة العالمية (تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة والحضارة العربية) وابتدا بتاليفه منذ سنة 1951 وطبع له سنة 1980.
3- اول عراقي ترجم لنا (ملحمة كلكامش) 1945 وطبعت بطبعات عدة 1962 و1971 و1975، وقدم الكتاب بمقدمة عرفتنا لماذا العراقي شجاع وبطل ومفسر ظواهر.. وكان القارئ العراقي يحب ان يتشبه بكلكامش بعد نهايته من قراءة الملحمة بل كان طه باقر هو الذي صاغ وكتب الملحمة وليس الراوي لبراعته في الترجمة وتقريب التاريخ كانه لحظة.
4- قدم لنا رائعته الفاخرة بعنوان (المرشد الي مواطن الاثار والحضارة) بستة اجزاء 1962- 1966 وكان يفترض ان تصدر بـ (14 رحلة) لولا حصاره من قبل الانظمة والتحاقه بالجامعة الليبية للاستشارة والتدريس، وكان في رائعته هذه يطوف علي مدن وقري شمالي العراق ويتحدث عن بواطنها الحضارية مرة باسلوب الرحالة الجميل ومرة كعالم اثاري يستنطق الحجر الاصم ومرة كمؤرخ يدون ايامه علي الطبيعة ثم يهتف (تذكروا انني عراقي وعالمي هو الكون ).
5- وعدا كتبه (العشرين) في التاريخ والاثار، فقد ترجم ونقد واستنبط وصحح التواريخ. وشارك في عشرين مؤتمرا عالميا وعربيا كان هو المبرز بين علماء المتاحف العالمية. وفي كل مؤتمر كان يحكي ملحمة العراق والق القدامى.
- وهل كانت له انجازات علي صعيد الوظيفة؟
1- هيأ لنا متحفا اثاريا بطريقة علمية.
2- هيأ لنا ثروة من الابحاث الاكاديمية لتربية العقول الاثارية.
3- أسس مع العالم الفيزياوي عبد الجبار عبد الله جامعة بغداد 1957.
4- وضع لمديرية الآثار اسس البناء المنهجي العلمي. وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ساله الزعيم عبد الكريم قاسم (هذه وزارة التربية تنتظرك) اجاب طه باقر (الاثار افضل من الوزارة) فابتسم قاسم وعينه (مديرا عاما للاثار) حتي عام 1963 حين سجنته السلطة ليقف امام المحقق ويساله عن (شغفه وعشقه لقاسم) فقال للمحقق الجنائي (نعم، وما الضير في ان يكون عبد الكريم رمز العراق ).
- هل سبق ان قدم للتحقيق كونه شيوعيا؟
لم يكن منتميا للحزب الشيوعي في يوم، لكنه ايدهم كونهم تيارا في الفكر التقدمي منذ بداية الاربعينات، وتصاعدت عليه (التهمة الشيوعية) عام 1959 حين ظهر اسمه وتوقيعه علي مضبطة تؤيد نهج عبد الكريم قاسم في حكم العراق.
- هل ثمة شيء اخر في وثائقه الوطنية؟
كان ضابط احتياط عام 1941، وعندما قامت حركة مايس ايدها وكان في معسكر التاجي وبعد فشل الحركة هرب من الجيش سباحة في نهر دجلة واختفي مدة. وفي عام 1960 قدم مع عبد الفتاح ابراهيم ورفاقه طلبا بتاسيس (الحزب الجمهوري) وهم نخبة معرفية يسارية منهم محمد مهدي الجواهري واحمد جعفرالاوقاتي وصديق الاتروشي وعبد الحليم كاشف الغطاء وفريد مهدي الاحمر.
- لماذا اصطف مع عبد الفتاح ابراهيم؟
عبد الفتاح كان علي راس المدرسة الليبرالية (الثورية) في العراق وكانت افكاره تجد هوىً نفسيا في اعماق طه باقر. الذي ما كان في باطنه الا ليبراليا ثائرا وعلى طول ايامه، والمبدعون الكبار في التاريخ ليبراليون بالفطرة.
-هل يوجد بعد طه باقر مثيل او شبيه له في كعبقرية آثارية؟
لا يتكرر او يتشابه شبيهان في تاريخ واحد.
أحتفاء
يحتفى بقارىء الطين العراقي العلامة طه باقر كرمزا من رموز ثقافتنا الوطنية واحد عشاق العراق من الذين افنوا حياتهم في البحث عن تراث هذا البلد وتقديمه للعالم:
تتفاخر الامم والشعوب بمبدعيها وعلمائها ومفكريها وتعمل من اجل ان يبقوا في الذاكرة ، ولكي يكونوا منارة تسترشد بها الاجيال، ويكونوا معينا لهم في دروب المعرفه من اجل اضافة ابداع جديد، لان مسيرة الحضارة والتقدم يصنعها الانسان المبدع. وهاهو الفيلسوف الروماني الشهير شيشرون يؤكد ويقول : (اذا كنت لاتعرف شيئا مما حدث قبل ولادتك، فلن تكبر ابدا)، لذا فأن الحديث عن العظماء من مبدعي بلاد الرافدين ما هو الا تذكير للاجيال لكي تتواصل مع هذا الابداع، ولكي تسهم في العطاء في شتى المجالات، هذا ما حفزنا لكتابه هذا الموضوع عن العالم الجليل المرحوم الاستاذ طه باقر .
طوبى للمبدعين الذين تركوا بصماتهم واضحه على مسيرة الفكر والابداع في وادي الرافدين في مختلف المجالات . طوبى لكل عمل خير ينفع الانسان في مختلف العصور والازمان .
ومن اشتغالات العلامة باقر الطويلة في الرقم الطينية المسمارية تجمعت لديه مجموعة كبيرة من المفردات اللغوية الواردة في تلك النصوص في اللغتين السومرية والاكدية، مما نجده الآن متداولا في لغتنا العربية وفي معاجمها التي تؤصلها على انها اعجمية او دخيلة، وهي تخص مختلف شؤون الحياة كالمعاملات التجارية واسماء الالآت وادوات الزراعة واسماء مجموعة مهمة من الاشجار والنباتات والاعشاب الطبية، وبعضها كلمات يقتصر استعمالها على اللهجة العامية العراقية، ولذا فإن تلك المفردات استحقت ان تكون واحدة من اهم مؤلفات العلامة في كتابه الموسوم (( من تراثنا اللغوي القديم، ما يسمى في العربية بالدخيل )) الذي يعد واحدا من المؤلفات الطريفة والنادرة في حقل الدراسات اللغوية المقارنة.
وفي رحلة اثارية يأخذنا المرحوم باقر مع زميله المرحوم الاستاذ فؤاد سفر في ست كراسات شملت مدن شمال العراق وغربه عرفنا فيها على كل المناطق الأثرية الواقعة في تلك المدن وهي من المؤلفات المهمة التي اعانت الباحثين كلهم في حقل الآثار.
وينبغي لنا ونحن نذكر اهم المؤلفات والاسهامات العلمية للعلامة باقر التي من الصعب احتواؤها في هذا الاستذكار السريع ان نقف باعجاب امام مؤلفه الموسوم (( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة )) بجزأيه الاول والثاني والذي يعد عملا ذا قيمة علمية عالية، يأخذنا في سياحة تأريخية وحضارية كتبت بأسلوب السهل الممتنع اذ يفهمه كل من يقرؤه ان كان مختصا ام غير ذلك، فخصص الجزء الاول للحديث عن تأريخ بلاد الرافدين وحضارتها، في حين كان الجزء الثاني من الكتاب عبارة عن رحلة ممتعة شملت اهم مراكز الحضارات الانسانية، فمن اهرامات مصر العجيبة نرحل الى شبه الجزيرة والخليج العربي، ومنها الى بلاد الشام باقوامهم وحضارتهم العريقةـ ثم الى حضارة الهند بغرائبها وبلاد الاناضول ومدن الحضارة الفارسية، متجها بعدها الى اكروبوليس اليونان ثم الى كوليسيوم روما وقصة سقوطها، مارا بحضارتي المايا والازتيك في امريكا الوسطى، فكان هذا الكتاب سفرا خالدا من الاسفار التي تركها لنا العلامة باقر وشكّل والى يومنا هذا، اهم ما اُلف وكتب في هذا المجال.
ولايمان العلامة باقر بأن الحضارة الحديثة والانجازات العلمية المعاصرة لم تأتِ من فراغ، بل اقيمت على تراث ومنجزات سابقة كان الفضل في الكشف عن الكثير منها لعلم الآثار، من خلال النصوص الطينية المكتشفة التي تتعلق بالمعارف العراقية القديمة وخصوصا علوم الرياضيات والفلك التي كان للعراقيين القدماء الريادة فيها، ولاستقصاء منجزات الحضارات الاخرى في مختلف مجالات العلوم والمعارف فقد قدم مؤلفه الموسوم (( موجز في تأريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة والحضارة العربية الاسلامية )) والذي هو واحد من اهم المؤلفات في مجال تأريخ العلوم، فضلا عن ذلك فأن للعلامة باقر ابحاثا علمية كثيرة نشرت في مجلات عربية وعالمية، لعل اهمها ما نشر في مجلة سومر، وكذلك ما قام به من ترجمة للعديد من الكتب ومن اهمها (من الواح سومر) لأستاذه صموئيل نوح كريمر، والذي طلب منه شخصياً أن يترجم الكتاب، وكذلك فأنه ساهم مع مجموعة من الباحثين العرب في ترجمة كتاب ( تأريخ العلم) لجورج سارتون، ومن يقرأ الكتب المترجمة من قبل العلامة باقر فأنه لايشعر على الاطلاق بأنه مترجم من لغة اجنبية، اذ انه كان شديد الحرص على انتقاء الجمل وسلامتها اللغوية لهذا نجد ان كتبه وابحاثه الكثيرة خالية من الاخطاء النحوية ولهذا امتازت مؤلفاته بصفتين اساسيتين، الأولى مادتها العلمية الغزيرة، والثانية المسحة الادبية التي كانت تثير الاعجاب. يقول الاستاذ الدكتور فوزي رشيد بهذا الصدد:
(( قدمت له يوما مسودة مقالة قمت بكتابتها وطلبت منه قراءتها وابداء وجهة نظره بها وبعد لحظات من بدئه القراءة هز رأسه وقال لي مبتسماً: هذه الجملة لا تعجبني لاحتوائها على مفعولين، لأن الجملة التي تحتوي على مفعولين كالمرأة المتزوجة من رجلين)) .
وهذا ليس غريباً على استاذنا الراحل اذ انه نشأ في بيت يهتم بالعلم فحرصت عائلته على تدريسه بشكل خاص الموضوعات اللغوية فدرس النحو والصرف على يد والده وعمه وكبار مشايخ مدينة الحلة.
وكما كان العلامة باقر متألقا في حقل التأليف العلمي فأنه كان مساهماً كبيرا في حقل التنقيب الآثاري في العديد من المواقع الاثرية سواء كانت في العراق أم خارجه، عندما أحيل الى التقاعد مجبراً إثر انقلاب عام 1963، بعد ان شغل منصبين مهمين الا وهما مدير الآثار العام ونائب رئيس جامعة بغداد، ليسافر الى ليبيا عام 1965 كمستشار في مصلحة الآثار والجامعة الليبية، واضعاً اللبنة الاولى في حقل الدراسات الآثارية، بعد خمس سنوات من العمل عاد بعدها الى العراق، حيث اعيد تعيينه تدريسياً في قسم الآثار، جامعة بغداد حتى تقاعده عام 1978م..
ونشر محرر الملحق علي حسين نصًا نادرًا لطه باقر، كان قد نشر في مجلة العاملون بالنفط الصادرة عام 1954 تحت عنوان " العراق، من اين جاءت هذه التسمية ".
وكتب ناجح المعموري موضوعاً بعنوان " العلامة طه باقر وملحمة جلجامش" جاء فيه: واجهت اثناء اشتغالي على ملحمة جلجامش قطيعة في النص، تبدت لي واضحة، قطيعة انتجها الجنس بوصفه طقساً وممارسة دينية، تميزت بوظائف لها علاقة مباشرة بالحياة وتطور حركتها. من هذا ندرك بان العراقي القديم لم يتعامل مع الجسد بوصفه بؤرة للمتع الحسية وانما باعتباره مكاناً مقدساً تتم من خلاله العلاقة مع الحياة والكون واحترام العقائد والطقوس
برنامج عن المؤرخ والاثاري د. طه باقر على قناة الاتجاه
عزف منفرد لقارئ الطين ( بقلم سلام الشماع )
لو كان العراق في ظرف غير ظرفه الحالي لأقام احتفالات كبرى بذكرى مرور 26 سنة على رحيل العلامة العراقي طه باقر الذي لقب بـ ( قارئ الطين) . هذا الرجل أصّل الوطنية العراقية وحلّ ألغاز اللغة السومرية وكان من نتائج منهجه أن أخذ طلبة قسم الآثار منذ تأسيسه 1951 يطبقون علومهم في المتحف العراقي وفقاً لما سَنَّهُ هو لهم .
وفي محنة الاحتلال التي يقاسيها العراق، الآن، أدعو العراقيين إلى تذكر درس من مبادئ مدرسة طه باقر الآثارية، لأن ذلك يشد من أزرهم في مقاومة الاحتلال، وهو : أن الحضارات التي قامت على أرض العراق هي من جذر عراقي أقدم فأقدم، وأن الغزاة الذين غزوه لم يتركوا أية بصمة من بصماتهم عليه وإن أطالوا السفر في ربوعه مما يدلّ على أن الأصالة العراقية ترفض الدخالة أو ( النغولة ) مهما عظم شأنها وقوتها الزمنية، فالوطنية لا تباع ولا تشترى .
__________________________________________________________________________________________________